هل أنت فاسد؟

قياسي

‏هل أنت فاسد؟

‏هل أنت ممن قد يصفهم الأخرون بالفساد؟

‏هل من الممكن أن تقع في شر أعمالك يوما ما وتجد نفسك فجأة في تحقيق يتعلق بتهم موجهة لك بخصوص الفساد؟

‏في هذه التدوينة ستجد بعض الأسئلة التي من الممكن أن تسألها نفسك لتعرف الإجابة!

السؤال الأول:

‏اسأل نفسك.. هل أنت ممن يبرر لنفسه مخالفة الأنظمة ويقول: “كل الناس تسوي كذا” أو “محد راح يدري” أو “الشغل ماشي كذا” أو غيرها من العبارات التبريرية؟

‏إذا كنت كذلك وكانت الإجابة بـ”نعم” فترى فيك “ريحة” فساد.. انتبه!

السؤال الثاني:

‏اسأل نفسك.. قبل القيام بأي عمل.. هل أنت ممن يسخر من النظام والأنظمة ويحاول إقناع نفسه بأنها “مالها فايدة”. مثلا تقول لنفسك: ” آخر همي النظام.. اللي يتقيدون بالنظام أشخاص سذج ويدعون المثالية”

‏اذا كانت الاجابة بنعم.. انتبه! فترى فيك ريحة فساد!

السؤال الثالث:

‏اسأل نفسك.. عند قيامك بعمل او اتخاذ قرار..هل أنت ممن يعتقد بأن تضرر الأشخاص الذين لاينتمون “لك” هو أمر غير مهم وعادي. مثلا، تقول لنفسك:”هالشخص مايهمني دامه مو من قبيلتي أو من منطقتي ..الخ”

‏اذا كانت الإجابة بنعم.. فانتبه تراك في خطر!

السؤال الرابع:

‏اسأل نفسك.. هل أنت ممن يحب تصنيف الناس عنصريا والتعامل معهم على هذا الأساس في عملك.. مثلا تقول لنفسك: ” ماراح اوظف هذا عندي لأنه من “العرق الفلاني” والعرق الفلاني معروف انهم مجرمين”

‏اذا كانت الإجابة بنعم.. فانتبه فقد يكون فيك ريحة فساد وعنصرية..

السؤال الخامس:

‏اسأل نفسك،هل طريقة تفكيرك عند اتخاذ قرار غالبا ماتكون قائمة على البحث عن مخارج وتبريرات لعملك غير السليم. مثلا:أول شي تفكر فيه قبل ان تستغني عن موظف كفء “بس انت ماتبيه” هو أن تبحث عن ثغرة في النظام تسمح لك بفصله.

‏إذا كانت الإجابة بنعم فانتبه!

وأخيرا..

‏هذه الأسئلة قد ستساعدك بإذن الله في تجنب الوقوع في ماقد يرتبط بالفساد وستساعدك على العمل بأمانة ونزاهة والالتزام بالنظام.

‏إذا كانت إجاباتك لها بـ”لا” فأنت بإذن الله في السليم.

‏أم إذا كان فيه إجابة بـ”نعم” فانتبه! فقد يكون بداخلك انسان فاسد وأنت ماتدري!

السكوت ليس دائما من ذهب!

قياسي

 

 

قبل أيام كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء. كان حديثنا حول ظاهرة عدم حديث بعض الموظفين عن ملاحظاتهم على العمل عبر القنوات الرسمية المتوفرة في الشركة وبدلا من ذلك التحدث بها مع زملائهم الذين لاناقة لهم ولاجمل في التعامل مع تلك الملاحظات. كنا نتحدث عن الموضوع من ناحية فيما إذا كان ذلك نوعا من “الفضفضة” أم أنه نوع من السلبية، أم فيما إذا كان انعدام الثقة في نظام الشركة وحلها للمشكلات هو السبب وراء ذلك. يقول صديقي بأنه يوميا يسمع في ردهات العمل أو في وقت الغداء العديد من المواضيع المتعلقة بما يوصف بالظلم، أو تقديم المصالح الشخصية على مصالح الشركة، أو أخطاء بعض المسؤولين في إدارة الشركة. كما أنه ومن فترة لأخرى يسمع من بعض زملائه بعض الممارسات التي يعتقد الموظف بأنها “خطأ” واضح أو تتعارض مع مبادئء وقيم الشركة، ولكنه عندما يسأل المتحدث فيما إذا كان قد اتخذ أي إجراء إيجابي تجاه تلك الملاحظات تكون الإجابة عادة “وأنا وش دخلني!”

 

إن آخر شيء تتمناه أي شركة ناجحة في العالم أن يشعر الموظف بـ”اللامسئولية” تجاه شركته. فالأحاديث أو “الفضفضة” السلبية التي لايعقبها أي إجراء إيجابي يتخذه الموظف للمساهمة في حل أي مشكلة دليل على خلل في الشركة ووعي موظفيها بمسئوليتهم تجاهها. فعندما يرى الموظف أمرا يعتقد بأنه مخالف لما تقوم عليه الشركة من أسس ومبادىء فإن أول أمر ينبغي للموظف أن يقوم به المساهمة الإيجابية في التعامل مع المشكلة وذلك سواء عن طريق اتخاذ الإجراء المناسب، بعد استشارة المسئولين طبعا، إذا كان الموظف يملك الصلاحية المناسبة أو على الأقل إيصال المشكلة للمسؤولين عبر القنوات الرسمية المتاحة كالمدير المباشر أو الموارد البشرية أو القسم القانوني في الشركة أو أي قناة رسمية أخرى.

 

كان حديثنا مليئا بالفوائد التي ستجنيها أي شركة من ملاحظات موظفيها ووأرائهم ومعلوماتهم التي يدلون بها عن أي مخالفات لاتتفق مع قيم الشركة. ومع أن الوقت داهمنا إلا أنني اعترف بأن الحديث مع صديقي حول تحمل المسؤولية وعدم السكوت عن أي أمر من شأنه أن يضر بالشركة وسمعتها كان ماتعا وشيقا.

 

بعد أن افترقنا أنا وصديقي وقبيل المساء أمسكت بجوالي وكتبت رسالة نصية قصيرة له: “سأكتب عن حديثنا مقالا بعنوان:السكوت ليس دائما من ذهب. دقائق وأتاني رده مذيلا بوجه أصفر يبتسم “قدااام ياباسم!”