السكوت ليس دائما من ذهب!

قياسي

 

 

قبل أيام كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء. كان حديثنا حول ظاهرة عدم حديث بعض الموظفين عن ملاحظاتهم على العمل عبر القنوات الرسمية المتوفرة في الشركة وبدلا من ذلك التحدث بها مع زملائهم الذين لاناقة لهم ولاجمل في التعامل مع تلك الملاحظات. كنا نتحدث عن الموضوع من ناحية فيما إذا كان ذلك نوعا من “الفضفضة” أم أنه نوع من السلبية، أم فيما إذا كان انعدام الثقة في نظام الشركة وحلها للمشكلات هو السبب وراء ذلك. يقول صديقي بأنه يوميا يسمع في ردهات العمل أو في وقت الغداء العديد من المواضيع المتعلقة بما يوصف بالظلم، أو تقديم المصالح الشخصية على مصالح الشركة، أو أخطاء بعض المسؤولين في إدارة الشركة. كما أنه ومن فترة لأخرى يسمع من بعض زملائه بعض الممارسات التي يعتقد الموظف بأنها “خطأ” واضح أو تتعارض مع مبادئء وقيم الشركة، ولكنه عندما يسأل المتحدث فيما إذا كان قد اتخذ أي إجراء إيجابي تجاه تلك الملاحظات تكون الإجابة عادة “وأنا وش دخلني!”

 

إن آخر شيء تتمناه أي شركة ناجحة في العالم أن يشعر الموظف بـ”اللامسئولية” تجاه شركته. فالأحاديث أو “الفضفضة” السلبية التي لايعقبها أي إجراء إيجابي يتخذه الموظف للمساهمة في حل أي مشكلة دليل على خلل في الشركة ووعي موظفيها بمسئوليتهم تجاهها. فعندما يرى الموظف أمرا يعتقد بأنه مخالف لما تقوم عليه الشركة من أسس ومبادىء فإن أول أمر ينبغي للموظف أن يقوم به المساهمة الإيجابية في التعامل مع المشكلة وذلك سواء عن طريق اتخاذ الإجراء المناسب، بعد استشارة المسئولين طبعا، إذا كان الموظف يملك الصلاحية المناسبة أو على الأقل إيصال المشكلة للمسؤولين عبر القنوات الرسمية المتاحة كالمدير المباشر أو الموارد البشرية أو القسم القانوني في الشركة أو أي قناة رسمية أخرى.

 

كان حديثنا مليئا بالفوائد التي ستجنيها أي شركة من ملاحظات موظفيها ووأرائهم ومعلوماتهم التي يدلون بها عن أي مخالفات لاتتفق مع قيم الشركة. ومع أن الوقت داهمنا إلا أنني اعترف بأن الحديث مع صديقي حول تحمل المسؤولية وعدم السكوت عن أي أمر من شأنه أن يضر بالشركة وسمعتها كان ماتعا وشيقا.

 

بعد أن افترقنا أنا وصديقي وقبيل المساء أمسكت بجوالي وكتبت رسالة نصية قصيرة له: “سأكتب عن حديثنا مقالا بعنوان:السكوت ليس دائما من ذهب. دقائق وأتاني رده مذيلا بوجه أصفر يبتسم “قدااام ياباسم!”

رأيان حول “السكوت ليس دائما من ذهب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *