خلال الصف الأول الابتدائي حصل لي موقف لن أنساه..
في أحد الأيام كانت عندنا حصة رسم. وقت الحصة وعندما فتحت حقيبتي تفاجأت بأنني نسيت علبة الألوان. كانت صدمة لم أملك معها -كطفل- سوى الدموع الصامتة..
انتبه استاذي لدموعي ولم يكن يعرف السبب..
اقترب مني وقال: ياباسم ليه تبكي؟!
اعترفت له بكل براءة وقلت نسيت الألوان!
أخذني الاستاذ إلى خارج الفصل وقال لي..
باسم “كلنا نخطئ ولكن هالشي مو خطأ.. الخطأ هو لما تسوي الخطأ مرة ثانية. أنا أعرف انك شاطر وانك بس نسيت..
دخلنا الفصل وقال الاستاذ للطلاب الصغار: باسم نسى ألوانه وش رايكم نساعده ويعطيه كل واحد منكم لون؟
وفورا ناولني كل طالب قلما واحدا من كل لون.. ألوانا لونت حياتي مرة أخرى ذلك اليوم!
كان ذلك الموقف هو الموقف الأول في حياتي الذي عرفت فيه معنى “التعاون” وماذا يعني “الاستاذ المربي”!