كيف تعتذر بشجاعة وثقة؟!

قياسي

“مشكلتي ياخي أني مااعرف اعتذر.. صعب جدا اني اروح اعتذر منه”. قالها لي أحد أصدقائي بعد أن اقترحت عليه أن يعتذر من أحد أصدقائه الذي حدثت له مشكلة كبيرة بعد أن نقل صديقي كلام صديقه بدون قصد لشخص آخر.

كان صديقي مترددا ومحتارا جدا في كيفية التعامل مع الموقف فتارة يقول لي والله مالي وجه أعتذر منه.. ومرة أخرى يقول أنا ماكان قصدي أصلا.. ومرة يقول بكيفه يبي يزعل يطق براسه ألف جدار.

سألت صديقي فيما إذا كان مقرا بخطئه في نقل الكلام فأجابني بأنه يدرك تماما بأنه “جاب العيد” ولكنه لايتخيل أبدا بأن يقوم بالاعتذار ولَم يسبق له أصلا أن اعتذر من أحد.

بعد أن ذكَّرت صديقي بأن الاعتذار من شيم الكبار.. وأن الاعتذار عند الخطأ شجاعة ودليل ثقة في النفس، وأن اعتذارك من صديقك دليل محبتك له وحرصك عليه، بدأ صديقي بالاقتناع بأن عليه الاعتذار ولكنه لم يكن يعرف كيف يعتذر..

قلت لصديقي بأن أول شيء عليه أن يفعله بأن يأخذ الموضوع بجدية وأول شي يسويه أن يقول لصديقه بأنه يبي يكلمه في الموضوع اللي صار. مثلا يقول لصديقه: “أبي أكلمك بخصوص موضوع اني نقلت كلامك وسببت لك مشكلة مع صديقك”.

بعد كذا.. قلت لصديقي بأنه لابد أن يقر ويعترف لصديقه بما حدث. مثلا يقول: ” أدري إني سببت لك مشكلة مع صديقك يوم إني نقلت كلامك له”. وأيضا قلت لصديقي بأن عليه أن يعترف من أعماق قلبه بأنه أخطأ و”جاب العيد”. مثلا يقول: ” أدري إن اللي سويته غلط.. انت ماكنت تقصد الكلام اللي قلته.. ومو من حقي أصلا أنقل كلامك”..

وبعد ماتبين لصديقك بأنك جاد في الاعتذار وتعترف له باللي صار وتقر بخطأك.. وقتها تقول له الكلمة السحرية : “آسف ياصديقي.. أعتذر منك”.. ومايمنع إنك تلطف الجو بشي يضحك إذا كان الجو يسمح مثلا: ” والله ياني جبت العيد فيك بغبائي” أو “وش أنا بدونك ياصقيقي” أو غيرها..

وفِي المقابل قلت لصديقي ينتبه من انه يحسس صديقه بأنه مو جاد في اعتذاره أو أن اعتذاره مو “من قلب”. مثلا قلت لصديقي انتبه تقول: ياأخي آسف “إذا” كنت ضايقتك. لإن “إذا” في هالحال ممكن تخليه يحس انك مو مرررة قد اعتذارك وإنك مو متأكد إن الموضوع ضايقه. أو تقول له “ياخي ماتوقعت انك تزعل مني” لأن هالعبارة ممكن تحسسه إنك ماهتميت بمشاعره أو إن الخطأ خطأه.

وفِي النهاية، قلت لصديقي لازم يحط بباله إن صديقه ممكن ماراح يرضى بسرعة بس العادة إن الواحد يرضى إذا تم الاعتذار له بصدق واحترام حتى لو أخذ الرضى وقت. وشي ثاني، اعتذارك بهالطريقة راح يحسس صديقك بأنك جاد في عدم تكرار الخطأ اللي سويته ويقلل إحساسك بالذنب لأنك فعلا جالس تعالج بجدية وبشجاعة خطأك مع صديقك..

بعد أن انتهينا من الحديث وقبل أن نفترق قال لي صديقي: “باسم.. تتذكر يوم كنّا أيام الثانوي وكسرتك مع رجلك في حصة الرياضة..ياخي ودي اعتذر منك الحين”.. قلت له: يلا حب اللي كسرتها”. قال لي: “خلاص.. هونت”..وضحكنا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *