حبيبتي التي لاتغار منها زوجتي!

قياسي

أحببتها حد الهيام.. وعشقتها كعشق روميو لجولييت.. وقيس لليلى.. وجاك لروز.. أحببتها كما لو كان حبي لها هو هوائي الذي أتنفسه.. ودمي الذي به أحيا وأعيش..

بدأت قصة حبي لها منذ سنوات.. كانت البداية عندما رأيتها أمامي شامخة تسير بكل ثقة و جمال.. نظراتي لها كانت هي النظرات الوحيدة في حياتي التي أشعر فيها بأنني فشلت إلى أبعد حد في غض البصر..

لم أستطع أبدا أن أقاوم جمالها.. تفاصيلها.. ثقتها.. هيبتها.. وكل شيء! عندما بادلتني النظرات.. ومن أول لحظة.. شعرت من أعماق قلبي بأن شعورها نحوي كان لايقل أبدا عن شعوري نحوها..

كانت نظراتها حنانا وأمانا.. وجمالا وروعة.. وقوية إلى أبعد حد.. إلى الحد الذي شعرت فيه بأن سهم “الحب” قد أصابني في مقتل فأحياني..

إلى الحد الذي شعرت فيه بأن نار الحب جنة وجحيمها نعيم.. إلى الحد الذي شعرت فيه بأن “عمى” الحب هو من يجعل الإنسان يبصر ويرى..

كان أكثر مايعجبني فيها “قوة شخصيتها”.. كانت تدرك تماما أن حاسديها كثر.. وأن هناك من يغار منها ويتمنى لها أسوء الأمنيات ويتألم كثيرا عندما يراها شامخة..

ولكن وصولها إلى تلك المرحلة “الملكية” وبلوغها لأعلى وأقوى وأسمى درجات الثقة بالنفس والقوة.. جعلها لاتعير للحاسدين اهتماما..

كنت أرى بكل وضوح مقدار الغيرة التي تقتل كل من اسود قلبه وقبحت نيته تجاهها.. وعندما أخبرها بذلك وأصارحها بخوفي الشديد عليها تقول لي: “باسم.. الواثق لايخشى أحدا”

في الثالث والعشرين من سبتمبر وفي اليوم الوطني تحديدا.. رأيتها صدفة في “المملكة” وقد توشحت با أحب الألوان لها.. اللون الأخضر.. ذلك اللون الذي أحببته من حبي لها..

كان شعار السيفين والنخلة منقوشا بكل وضوح على جبينها.. وكأنها تقول لكل من يراها.. “أنا سيف حاد على كل من أراد لي الأذى.. وظل وارف لكل من احتمى بي”..

ذلك الشعار المنقوش على جبينها جعلني أراها في كل سيف.. وفي كل نخلة.. إنه الحب الذي يجعلك تهيم في أدق التفاصيل!

عندما رأيتها في المملكة كان الناس كلهم حولها.. يهتفون باسمها.. وينظرون لها بكل إعجاب وحب.. وكانت هي تبادلهم بكل جمال تلك المشاعر..

كان الجميع وكأنما يتمنون أن يبقوا معها وتبقى معهم إلى الأبد.. كان الجميع يشاركني فيها.. في حبيبتي.. في معشوقتي التي أقبل بكل هيام ذلك التراب الذي تمشي عليه..

لم أشعر بالغيرة أبدا وأنا أرى كل الناس يشاركونني فيها..في حبيبتي..في معشوقتي.. لم يتحطم قلبي “الأخضر” أو أحزن.. ولم أشعر بالغيرة وأنا أراها تبادل كل الناس مشاعر الحب والعشق.. كل الناس..

بالعكس.. كانت فرحتي وسعادتي أضعافا وأضعاف.. وعلى عكس العشاق الذين لايريدون لأحد أن يشاركهم من يعشقون..تمنيت من أعماق قلبي أن يزداد حبها في قلوب الجميع.. ويشاركني حبها كل أحد..

بعد أن انتهى اليوم.. عدت إلى البيت.. وجدت أبنائي محمد وعبدالله في انتظاري وقد ارتدوا “تيشيرتات” خضراء عليها نفس الشعار الذي رسمته حبيبتي على جبينها.. السيفان والنخلة..

حضنتهم بكل قوة.. وقلت لهم: “أحبكم.. وأحبها.. لولا الله ثم هي ماكنت أنا واياكم الحين بأمن وأمان.. وعزة وشموخ.. وفرح وسعادة”.. قالوا: “بابا من هي”.. قلت: “حبيبتي”.. قالوا: “من حبيبتك؟!”.. قلت: “السعودية”..

وبينما كنت أقبل أبنائي وأحضنهم.. كنت أسمع أم محمد وهي بالقرب منا تردد: ” الله لايحرمنا من حبيبتك وحبيبتنا..”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *