اللاعب رقم واحد!

قياسي

خلال الأسبوع الماضي دار حوار بيني وبين بعض الزملاء حول مسئولية تعزيز النزاهة وأخلاقيات العمل والالتزام بالأنظمة والقوانين لدى الموظفين في أي شركة، ومن هو “اللاعب رقم واحد” في تعزيز تلك الأخلاقيات وغرسها في نفوس الأفراد والموظفين. كان الحوار فيما إذا كان اللاعب الأهم والمؤثر الأكبر في صناعة بيئة ملتزمة بأخلاقيات العمل هو قسم أخلاقيات العمل أم أنه الإدارة العليا، هل هو قسم الموارد البشرية أم قسم الشئوون القانونية، أم أنه غير ذلك كله؟!

من وجهة نظري، فإن الإدارة العليا وقسم أخلاقيات العمل وإدارة الموارد البشرية وإدارة الشؤون القانونية بل وجميع أفراد المؤسسة صغيرهم وكبيرهم كلهم لاعبون مهمون ومؤثرون في خلق أي بيئة عمل نزيهة وملتزمة بأخلاقيات العمل وممتثلة للقوانين والأنظمة، ولكن يبقى اللاعب رقم واحد دائما في تعزيز أخلاقيات العمل وصناعة بيئة لاتسمح أبدا بما يخالف الأنظمة والقوانين أو بما قد يضر سمعة الشركة هو “المدير”!.

إن “المدير” الذي يضرب مثالا حيا لموظفيه في تعامله بطريقة نزيهة وصحيحة مع أي مشكلة تواجهه أو قرار يتخذه هو مدير يغرس مبدأ أخلاقيات العمل بكل فاعلية في كل الموظفين حوله. إن المدير الذي يشجع موظفيه على الإبلاغ عن أي مخالفات للأنظمة والقوانين في أداء العمل هو مدير يغرس روح الأمانة والنزاهة والالتزام بأخلاقيات العمل في أفراد فريقه. إن المدير الذي لايرضى أبدا بأي ضرر أو ردود فعل انتقامية قد تلحق بأحد أفراد فريقه نتيجة إبلاغه عن أي مخالفة هو مدير لايساوم أبدا على توفير البيئة الآمنة التي يستطيع الموظفون فيها الحديث عن أي مخالفات يرونها عبر القنوات الرسمية المتاحة. إن المدير الذي يوافي موظفيه بأي قوانين أو أنظمة جديدة ويراجعها معهم بشكل دوري هو مدير لايهمه فقط أن يؤدى العمل، ولكن يهمه أيضا أن يؤدى العمل بالطريقة التي لاتتعارض مع أخلاقيات العمل أو تخالف أي نظام وقانون يسري على شركته. إن المدير الذي يقوم بذلك كله هو مدير يعنيه أولا سمعة شركته ويعلم تماما بأن النزاهة والأمانة والالتزام بأخلاقيات العمل هي أحد الأسباب الرئيسة لنجاح شركته على المدى البعيد وكسب ثقة عملائها وبالتالي فإنه يحاول بكل ما آوتي من قوة أن يكون هو وفريقه، بجانب الفرق الأخرى، لبنة بناء في كيان شركته لامعول هدم ينخر في جسدها.

إن “المدير” بالصلاحيات التي يتمتع بها، والقدوة التي يضربها للآخرين في التزامه بأخلاقيات العمل يتفوق على أي قسم أو إدارة أخرى في تأثيره على تعزيز البيئة النزيهة. إن المدير هو “اللاعب رقم واحد” في صناعة أي بيئة تتخذ من أخلاقيات العمل شعارا لها. هذه هي وجهة نظري، أخبرني عن وجهة نظرك أنت؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *