تغريدات حول أخلاقيات العمل وجهود المملكة في هذا المجال

قياسي

استمتعت بقراءة عدة تغريدات نشرها الدكتور عبدالمحسن المفرج حول ⁧#غسيل_الأموال⁩ حث فيها مشكورا صاحب كل تخصص أن يتحدث فيها عن مجال تخصصه وعن جهود مملكتنا الحبيبة في هذا المجال. وبحكم تخصصي في ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ (Business Ethics) واهتمامي بمكافحة الفساد سأشارك بهذه التغريدات..

سأحاول في هذه التغريدات تبسيط لغة الحديث لأقصى حد ممكن والابتعاد عن المصطلحات التخصصية حتى يسهل فهمها على القارئ. ما أرجوه من تغريداتي هنا هو مساعدة القارئ على استيعاب مفهوم ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ و ⁧#الامتثال⁩.. وبالتالي القدرة على الحديث عن ذلك مع الأصدقاء والأهل لزيادة وعيهم حول ذلك..

سأحاول في هذه التغريدات تبسيط لغة الحديث لأقصى حد ممكن والابتعاد عن المصطلحات التخصصية حتى يسهل فهمها على القارئ. ما أرجوه من تغريداتي هنا هو مساعدة القارئ على استيعاب مفهوم ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ و ⁧#الامتثال⁩.. وبالتالي القدرة على الحديث عن ذلك مع الأصدقاء والأهل لزيادة وعيهم حول ذلك..

أولا:

ماذا يعني ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ ؟

أخلاقيات العمل هي الطريقة التي تؤدي بها الشركة أو الجهة أعمالها وتتعامل من خلالها مع كل من تربطها به علاقة،سواء من موظفين أو شركات متعاقدةأو عملاء أو جهات حكومية.أخلاقيات العمل عند الشركة أو الجهة تشبه تماما أخلاق الإنسان التي يتعامل بها مع الغير

وللتوضيح بمثال: ممكن أن نرى إنسانا صادقا ونزيها وعادلا، لايمارس الخداع في تعاملاته مع الآخرين.. ولايكذب من أجل الوصول إلى غاية يريدها، ويتعامل مع الجميع بعدل، وهمه الأكبر أن “يسوي الشي” بطريقة سليمة و “صح” فنقول عن هذا الإنسان بأنه “أخلاق”..

وفي المقابل عندما نرى إنسانا يكذب ويحتال من أجل الحصول على مايريد، أوممكن انك تشتريه بالفلوس وتخليه يسوي أي شي حتى لو كان “غلط”، أو انه يتعامل مع الآخرين بطريقة سيئة ويظلمهم أو يغشهم أو ياكل حقوقهم فإننا نقول عن هذا الإنسان بأنه إنسان “سيء”

⁧#أخلاقيات_العمل⁩

وكذلك هي الحال بالنسبة لـ ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ في المنشآت، فالشركة أو الجهة التي تؤدي أعمالها مع كل من تتعامل معه بطريقة نزيهة وسليمة ولايوجد فيها غش أو خداع أو تضليل أو ظلم أو طرق “ملتوية” ومن “تحت الطاولة” لإنجاز الأعمال، وتربي موظفيها على الأخلاقيات هي منشأة ملتزمة بأخلاقيات العمل.

وفي المقابل، فإن الشركة التي تحاول تحقيق أهدافها بالاحتيال وتضليل الآخرين، وقد تدفع ⁧#الرشاوي⁩ أو تحصل عليها من أجل إنجاز العمل، أو لاتعمل بطريقة تتفق مع الأنظمة، أو تبحث عن الثغرات فيها، وقد تعاقب أو تفصل كل من يحاول منع ذلك فإن مثل هذه الشركة لديها خلل في ⁧#أخلاقيات_العمل⁩

من الأمثلة على الممارسات التي تتعارض مع ⁧#أخلاقيات_العمل⁩

الرشاوي

الهدايا الباذخة بغرض التأثير على القرار

الانتقام من الأشخاص الذين يبلغون عن الفساد

تقديم المصلحة الشخصية على مصلحة العمل

المنافسة غير العادلة

التلاعب بالقوائم المالية لتظهر بصورة أفضل

إساءة التعامل مع الموظفين

وفي المقابل فمن الأمثلة التي تدل على التزام الشركة أو الجهة بأخلاقيات العمل:

وجود إدارة نزيهة وأمينة

وجود ميثاق لأخلاقيات العمل

تدريب الموظفين على التعامل مع الحالات التي قد يواجههم فيها مايخالف أخلاقيات العمل

توفير بيئة آمنة للإبلاغ عن مايتعارض مع أخلاقيات العمل

وغير ذلك..

ماسبق ذكره هو مجرد أمثلة يوجد غيرها الكثير سواء من ناحية الممارسات التي تتعارض مع أخلاقيات العمل، أو الممارسات التي تبنيها وتعززها داخل المنشأة. كان هدفي هو فقط أن أعطي القارئ فكرة عامة عن ماتعنيه ⁧#أخلاقيات_العمل⁩

والآن سأتحدث عن بعض جهود مملكتنا الحبيبة في هذا الجانب.

إن إنشاء هيئة مكافحة الفساد ⁧#نزاهة⁩ وربطها مباشرة بالملك أحد الصور التي تعكس لنا اهتمام مملكتنا بأداء العمل بطريقة سليمة ونزيهة وبالتالي العمل بطريقة تتفق مع ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ .بالإمكان الإطلاع على موقع نزاهة أو حسابها على تويتر ⁦@nazaha_gov_sa⁩ لمعرفة المزيد عن مسؤوليات نزاهة

إن المنهج الذي تسير عليه مملكتنا في محاربة الفساد يأتي من أعلى الهرم في الدولة. جميعنا لاننسى كلمات ⁧#الملك_سلمان⁩ حول الفساد والتعامل معه، وكذلك تصريحات ولي عهده الأمير ⁧#محمد_بن_سلمان⁩ حول محاسبة المفسدين. بالإمكان البحث عنهما في اليوتيوب.

ومن الجهود أيضا إصدار مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة، وإصدار الدليل الاسترشادي لقواعد ⁧#أخلاقيات_العمل⁩ ،وتوفير قنوات للإبلاغ عن المخالفات (مثل نزاهة)،وإصدار نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، ومعاقبة المفسدين وعدم التسامح معهم وغير ذلك من الأمثلة الأخرى..

هل أنت فاسد؟

قياسي

‏هل أنت فاسد؟

‏هل أنت ممن قد يصفهم الأخرون بالفساد؟

‏هل من الممكن أن تقع في شر أعمالك يوما ما وتجد نفسك فجأة في تحقيق يتعلق بتهم موجهة لك بخصوص الفساد؟

‏في هذه التدوينة ستجد بعض الأسئلة التي من الممكن أن تسألها نفسك لتعرف الإجابة!

السؤال الأول:

‏اسأل نفسك.. هل أنت ممن يبرر لنفسه مخالفة الأنظمة ويقول: “كل الناس تسوي كذا” أو “محد راح يدري” أو “الشغل ماشي كذا” أو غيرها من العبارات التبريرية؟

‏إذا كنت كذلك وكانت الإجابة بـ”نعم” فترى فيك “ريحة” فساد.. انتبه!

السؤال الثاني:

‏اسأل نفسك.. قبل القيام بأي عمل.. هل أنت ممن يسخر من النظام والأنظمة ويحاول إقناع نفسه بأنها “مالها فايدة”. مثلا تقول لنفسك: ” آخر همي النظام.. اللي يتقيدون بالنظام أشخاص سذج ويدعون المثالية”

‏اذا كانت الاجابة بنعم.. انتبه! فترى فيك ريحة فساد!

السؤال الثالث:

‏اسأل نفسك.. عند قيامك بعمل او اتخاذ قرار..هل أنت ممن يعتقد بأن تضرر الأشخاص الذين لاينتمون “لك” هو أمر غير مهم وعادي. مثلا، تقول لنفسك:”هالشخص مايهمني دامه مو من قبيلتي أو من منطقتي ..الخ”

‏اذا كانت الإجابة بنعم.. فانتبه تراك في خطر!

السؤال الرابع:

‏اسأل نفسك.. هل أنت ممن يحب تصنيف الناس عنصريا والتعامل معهم على هذا الأساس في عملك.. مثلا تقول لنفسك: ” ماراح اوظف هذا عندي لأنه من “العرق الفلاني” والعرق الفلاني معروف انهم مجرمين”

‏اذا كانت الإجابة بنعم.. فانتبه فقد يكون فيك ريحة فساد وعنصرية..

السؤال الخامس:

‏اسأل نفسك،هل طريقة تفكيرك عند اتخاذ قرار غالبا ماتكون قائمة على البحث عن مخارج وتبريرات لعملك غير السليم. مثلا:أول شي تفكر فيه قبل ان تستغني عن موظف كفء “بس انت ماتبيه” هو أن تبحث عن ثغرة في النظام تسمح لك بفصله.

‏إذا كانت الإجابة بنعم فانتبه!

وأخيرا..

‏هذه الأسئلة قد ستساعدك بإذن الله في تجنب الوقوع في ماقد يرتبط بالفساد وستساعدك على العمل بأمانة ونزاهة والالتزام بالنظام.

‏إذا كانت إجاباتك لها بـ”لا” فأنت بإذن الله في السليم.

‏أم إذا كان فيه إجابة بـ”نعم” فانتبه! فقد يكون بداخلك انسان فاسد وأنت ماتدري!

بالإعادة البطيئة!

ملاحظة

أثناء تصفحي موقع اليوتيوب الأسبوع الماضي، شاهدث مقطعا لأحد الأهداف الطريفة في عالم كرة القدم. كان الطريف والمضحك في الهدف كما بدا في عنوان المقطع، أن اللاعب سجل الهدف بيده ولكنه، وبعد احتساب الحكم للهدف، سجد لله شكرا وكأنه لم يقم بأي مخالفة! ذلك المقطع قادني، كما هي عادة اليوتيوب دائما، إلى بعض المقاطع التي تتحدث عن الأخلاقيات في كرة القدم. كانت بعض تلك المقاطع تعرض أمثلة للعب النظيف أو العادل (fair play) بينما كانت هناك مقاطع ترصد حالات للخداع والغش والتحايل على الحكام. أثناء مشاهدتي لتلك المقاطع، لفت انتباهي حجم التوثيق ودقته الذي تستطيع كاميرات “الإعادة البطيئة” أن تنقله للمشاهد لتترك له الحكم على أخلاقيات اللاعب والتزامه باللعب النظيف.

أثناء إبحاري بين المقاطع، شاهدت مقطعا أظهرت الإعادة البطيئة فيه أن ميروسلاف كلوزه سجل هدفا بيده في إحدى المباريات، إلا أن الإعادة أظهرت أيضا بأن كلوزه اعترف للحكم مباشرة بأن الهدف كان باليد ليقوم الحكم بإلغائه، ولينال كلوزه في المقابل احترام الجميع مشجعين وخصوما ويتم منحه جائزة اللعب النظيف نتيجة سلوكه. وفي المقابل، شاهدت مقطعا آخر يظهر اللاعب الفرنسي تيري هنري في مباراة ايرلندا الشهيرة وهو يلمس الكرة بيده مرتين قبل أن يمرر الكرة لزميله ليسجل هدفا ويحرم ايرلندا من التأهل لكأس العالم، وهو الموقف الذي جعل صحيفة ديلي تيلقراف الاسترالية تضع تيري على رأس قائمة الغشاشين الرياضيين. في مقطع آخر تظهر الإعادة أن ديفيد لويس لاعب تشيلسي السابق كان يقوم بالتمثيل على الحكم ليتسبب في طرد أحد اللاعبين، كما تظهر لقطة أخرى بأن اللاعب نفسه، ولكن هذه المرة مع باريس سان جيرمان وضد فريقه السابق تشيلسي، كان يقوم بمسح الرذاذ الصابوني المستخدم لتحديد مكان الخطأ ووضعه في مكان آخر للتحايل على الحكم وتغيير موقع الكرة. وعلى العكس، آظهرت إحدى اللقطات لاعب فريدر بريمان، آرون هانت، وهو يرفض الحصول على ضربة جزاء كان قد احتسبها الحكم لصالحه بعد اعترافه للحكم بأنه قام بالتمثيل للحصول عليها.

مابين ذلك اللاعب أو ذاك أمثلة كثيرة تعلمنا بأن الأخلاقيات والصدق تجبران الجمهور على احترام اللاعب، وأن اللاعب حتى وإن نجح في احتياله على الحكم، أو استطاع تجاوز القانون، أو أقنع نفسه وحاول إقناع غيره بأن الخطأ ليس خطأه فإن “الإعادة البطيئة” ستبقيه في نظر الكثيرين مذنبا. تماما كما حدث لتيري هنري الذي صرح بعد حادثة مباراة ايرلندا بأن الخطأ كان خطأ الحكم الذي لم يحتسب المخالفة، ومع أن تيري طالب لاحقا بإعادة المباراة كنوع من الندم، إلا أن ذلك لم يمنعه من تلقي انتقادات كثيرة بسبب الحادثة وجعل بعض شركات الإعلان تتراجع عن ارتباطها به نتيجة فعلته. في المقابل، تعلمنا تلك الأمثلة بأن جمال اللعب ومتعته في عدله ونظافته، بأن فرحة تحقيق الهدف لاتكتمل أبدا إذا لم يكن الهدف شريفا وعادلا. فآرون هنت، ومع أن فريقه كان يصارع للابتعاد عن شبح الهبوط رفض الحصول على ركلة الجزاء لأنه – وكما قال – لم يكن يرغب أبدا أن يكسب المباراة بالغش، ولذلك سمي بعدها بالبطل.

لنتخيل بأن كاميرات الإعادة البطيئة، تماما كتلك الموجودة في الملعب، موجودة في مكاتب موظفي الشركات، مدرائها ومجالس إدارتها، في غرف اجتماعاتهم، ترصد أفعالهم، قراراتهم، تعاملهم مع زملائهم وعملائهم ومنافسيهم فكم ياترى من المقاطع التي تتحدث عن “العمل النظيف” سنرى، كم من المقاطع سيفخر بها أصحابها، وكم من المقاطع سيلاحق أصحابها العار طوال الدهر، وكم من المقاطع ستكون طريفة جدا كذلك المقطع الذي سجل فيه اللاعب هدفا “بيده” ثم خر ساجدا لله!